في السنوات الأخيرة، شهدت الأسواق الناشئة في إفريقيا نموًا غير مسبوق. وقد أدى النمو الاقتصادي وزيادة الاستهلاك وتحسين مستوى المعيشة إلى إمكانات سوقية هائلة. وبشكل خاص في قطاع الحياة المنزلية، تتزايد وتتنوع طلبات المستهلكين على المنتجات المنزلية اليومية. وبما أن علب التخزين البلاستيكية للغذاء تعد منتجًا مريحًا وعمليًا ويتمتع بنسبة عالية من الجودة إلى السعر، فقد أصبحت عنصرًا أساسيًا في الأسر المنزلية. ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات علب التخزين البلاستيكية للغذاء في السوق الإفريقية بشكل كبير بحلول عام 2025، مع نمو نسبته 70%. ومن بين هذه العلب، ستُصبح العلب البلاستيكية المصنوعة من مادة PET (بولي إيثيلين تيريفثالات) البسيطة هي المعيار السائد في السوق، ما يجعلها المنتج الأكثر مبيعًا والذي يسارع المستهلكون إلى شرائه.
إن تطور السوق الأفريقي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات الاقتصادية العالمية. ومع الصعود السريع للطبقة الوسطى في المنطقة، بدأت عائلات متزايدة بالتركيز على تحسين جودة حياتها. وتُلبِّي عبوات التخزين البلاستيكية للغذاء، بفضل خفتها ومتانتها وملاءمتها للبيئة، الطلب المتزايد من المستهلكين. وبشكل خاص، أصبح مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET)، بفضل خصائصها الفيزيائية الممتازة وسماتها البيئية، المادة المفضلة لدى العديد من المستهلكين والعلامات التجارية.
إفريقيا، باعتبارها واحدة من المناطق الأسرع نموًا في العالم، أصبحت جزءًا مهمًا من السوق العالمي للسلع الاستهلاكية. وفقًا لإحصائيات البنك الدولي، تجاوز عدد سكان إفريقيا 1.4 مليار نسمة ومن المتوقع أن يستمر النمو خلال العقود القادمة. وعلى وجه الخصوص، فإن نسبة الشباب في إفريقيا مرتفعة، حيث يبلغ عدد السكان دون سن 35 عامًا أكثر من 60٪، مما يجعل سوق المنتجات المنزلية في إفريقيا نابضًا بالحياة وديناميكيًا للغاية.
وفقًا لـ الصندوق النقد الدولي (IMF) ، سيستمر معدل النمو الاقتصادي في إفريقيا في التفوق على المعدل المتوسط عالميًا، مما يمنح دفعة إيجابية لسوق المنتجات المنزلية. وقد دفع ظهور الطبقة الوسطى إلى التوسع السريع في سوق السلع الاستهلاكية. وفقًا لتقرير صادر عن ماكينزي آند كو بحلول عام 2025، من المتوقع أن تتجاوز فئة الطبقة الوسطى في إفريقيا 400 مليون شخص، مما يمثل أكثر من نصف سكان الطبقة الوسطى في العالم. ومع نمو الطبقة الوسطى في إفريقيا، يزداد أيضًا القدرة الشرائية للمستهلكين والطلب على منتجات منزلية عالية الجودة.
في هذا السياق، أصبحت عبوات التخزين البلاستيكية لحفظ الأطعمة، بوصفها أداة تخزين مريحة وفعالة، عنصرًا أساسيًا في مطابخ الأسر الإفريقية. ويختار عدد متزايد من المستهلكين العبوات البلاستيكية لحفظ الطعام، وتمديد فترة نضارته، والحد من الهدر.
في السوق الأفريقي، تُقدَّر علب التخزين البلاستيكية المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) بشكل كبير بفضل ميزاتها الفريدة. وتُعد مادة الـ PET نوعًا من البلاستيك الحراري الشفاف، وتُستخدم على نطاق واسع في تغليف المواد الغذائية، والمنتجات المنزلية، والعديد من المجالات الأخرى. فيما يلي أبرز مزايا مادة الـ PET:
الاحترام العالي للبيئة
يُعد الاهتمام بالبيئة موضوعًا في غاية الأهمية بشكل متزايد للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. وبما أن مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) هي مادة بلاستيكية قابلة لإعادة التدوير، فإنها تتميز بقدرة عالية على إعادة التدوير. وفقًا لأبحاث المنظمات البيئية الدولية، فإن معدل إعادة تدوير مادة PET أعلى بكثير مقارنة بالعديد من المواد البلاستيكية الأخرى. وبالتالي، لا تلبي عبوات التخزين البلاستيكية المصنوعة من مادة PET احتياجات المستهلكين فقط فيما يتعلق بالمنتجات الصديقة للبيئة، بل تدعم أيضًا تنفيذ السياسات البيئية العالمية. وخصوصًا في السوق الأفريقية، ومع تزايد الاهتمام بمشكلة تلوث البلاستيك، أصبحت قابلية إعادة تدوير مادة PET عاملاً رئيسيًا في جذب المستهلكين.
سلامة الأغذية
إن مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) ليست صديقة للبيئة فحسب، بل تضمن أيضًا سلامة الأغذية. فمواد البولي إيثيلين تيرفثالات تفي بمعايير السلامة الخاصة بالتلامس مع الأغذية، ولا تحتوي على مواد كيميائية ضارة، مما يضمن عدم تلوث الأغذية المخزنة بداخلها. وفي السوق الأفريقية، كانت سلامة ونظافة الأغذية دائمًا من القضايا الرئيسية التي تهم المستهلكين. ويمكن لحاويات التخزين البلاستيكية المصنوعة من مادة PET أن تمنع بشكل فعال تسرب المواد الضارة، مما يضمن نضارة وسلامة الأغذية.
شفافية عالية
يتميز مادة الـPET بشفافية ممتازة، مما يسمح للمستهلكين برؤية الطعام بوضوح داخل عبوات التخزين. وهذا لا يمكّن المستهلكين فقط من التعرف بسهولة على الأطعمة المخزنة، بل يعزز أيضًا الجاذبية الجمالية للمنتج. لدى المستهلكين الأفارقة توقعات عالية فيما يتعلق بمظهر ووظائف المنتجات المنزلية، وتحظى عبوات الـPET البلاستيكية الشفافة بشعبية كبيرة نظرًا لجاذبيتها البصرية وسهولة استخدامها.
المتانة والاستقرار
يتمتع مادة الـPET بمقاومة كبيرة للحرارة والبرودة والضغط، مما يمكنها من تحمل تحديات الاستخدام اليومي دون أن تشوه. وهذا يسمح لحاويات التخزين البلاستيكية المصنوعة من الـPET بالتأقلم مع بيئات تخزين مختلفة، سواء في الثلاجات أو في الأماكن ذات درجات الحرارة العالية، مع الحفاظ على ثباتها ومتانتها. وخصوصًا في المناطق الحارة في إفريقيا، فإن استقرار الـPET له أهمية بالغة.
يعود النمو السريع في مبيعات الحاويات البلاستيكية لحفظ الأغذية في السوق الأفريقي إلى عدة عوامل دافعة. فيما يلي بعض العوامل الرئيسية التي تزيد من الطلب على حاويات حفظ الأغذية في إفريقيا:
تسارع التحضر
تتقدم عملية التحضر في إفريقيا بسرعة هائلة، مع انتقال عدد متزايد من الناس إلى المراكز الحضرية، مما يخلق احتياجات جديدة للمنتجات المنزلية والسلع الاستهلاكية اليومية. وقد أدّى التحضر إلى تقلص المساحات السكنية، ما جعل المستهلكين يبحثون بشكل متزايد عن منتجات منزلية عملية وتوفّر المساحة. وأصبحت عبوات التخزين البلاستيكية للأغذية، بفضل خفتها وقابليتها للتراصف ووفرة المساحة التي توفرها، الخيار الرئيسي للعديد من الأسر الحضرية. وفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) من المتوقع أن تتجاوز الكثافة السكانية الحضرية في إفريقيا 500 مليون نسمة بحلول عام 2030، ما يوفّر مجالاً أكبر للنمو في سوق عبوات التخزين البلاستيكية للأغذية.
صعود الطبقة الوسطى
مع التطور الاقتصادي لأفريقيا، يزداد عدد الأشخاص الذين ينضمون إلى الطبقة المتوسطة بشكل متزايد، ومعهم قدرتهم الشرائية. ويشهد الطلب من الطبقة المتوسطة على المنتجات المنزلية عالية الجودة نموًا كبيرًا، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بحاويات البلاستيك لحفظ الأطعمة. وفقًا لـ ماكينزي آند كو ، ارتفع عدد سكان الطبقة المتوسطة في أفريقيا почти إلى المضاعفة خلال العقد الماضي، ومن المتوقع أن تمثل الطبقة المتوسطة في أفريقيا بحلول عام 2025 أكثر من 60٪ من إجمالي سكان الطبقة المتوسطة عالميًا. وهذا يعني أن عددًا متزايدًا من الأسر سيصبح مستعدًا للاستثمار في منتجات تخزين منزلية عالية الجودة، حيث تصبح حاويات البلاستيك لحفظ الأطعمة خيارهم الأول.
الطلب على حفظ الأغذية والحد من الهدر
مع تزايد وعي المستهلكين بالسلامة الغذائية والحفظ، يزداد الطلب أيضًا على حلول حفظ وحماية الأغذية. يمكن لحاويات تعبئة الأغذية البلاستيكية المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) أن تطيل بشكل فعال من عمر الأغذية وتقلل من الهدر. في أفريقيا، تُعد مشكلات السلامة الغذائية شائعة، خاصة في المناطق الحارة والرطبة حيث تميل الأغذية إلى التلف بسرعة. وبفضل خصائصها الممتازة في الإغلاق والشفافية، أصبحت الحاويات البلاستيكية لحفظ الأغذية المصنوعة من مادة PET أدوات أساسية للمستهلكين الذين يرغبون في الحفاظ على أطعمتهم طازجة.
تغير أنماط الحياة
مع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح المستهلكون الأفارقة يولون اهتمامًا متزايدًا بوظائف المنتجات المنزلية وتصميمها وتأثيرها البيئي. كما أن منصات مشاركة الأفكار المتعلقة بالمنزل ومقاطع الفيديو الخاصة بالمشاريع اليدوية قد عززت الاهتمام بالمنتجات المنزلية المبتكرة والموضة. ويُظهر المستهلكون توجهًا متزايدًا نحو اختيار عبوات تخزين الطعام الصديقة للبيئة والعملية والأنيقة، ويُلبّي مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) هذه الاحتياجات بشكل مثالي.
سيستمر الطلب على عبوات البلاستيك لحفظ الطعام في النمو في السوق الأفريقية، لكنه سيواجه أيضًا بعض التحديات. وفيما يلي بعض التحديات التي قد تظهر:
الحساسية تجاه الأسعار
على الرغم من أن علب التخزين البلاستيكية للغذاء المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيريفثالات توفر علاقة ممتازة بين الجودة والسعر، يظل السعر عاملاً رئيسياً بالنسبة لبعض الأسر ذات الدخل المنخفض في أفريقيا. وفي بعض المناطق ذات الدخل المنخفض، قد يكون المستهلكون أكثر ميلاً لشراء المنتجات الأرخص لكنها ذات جودة أقل. وبالتالي، فإن الحفاظ على أسعار تنافسية دون التضحية بالجودة سيكون تحديًا يجب على الشركات مواجهته عند دخول السوق الأفريقية.
مشاكل التلوث البلاستيكي
على الرغم من أن مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) قابلة لإعادة التدوير بشكل جيد، إلا أن أنظمة إعادة التدوير في أفريقيا لا تزال في مراحلها الأولى. ولا يزال معالجة النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها تُعد تحديًا عالميًا. فأنظمة إعادة تدوير البلاستيك في الدول الأفريقية ما زالت غير متطورة نسبيًا، ويُشكّل تراكم النفايات البلاستيكية والتلوث البيئي مشكلات خطيرة. لذلك، سيكون تحسين نظام إعادة التدوير وزيادة الوعي لدى المستهلكين حول حماية البيئة أمورًا أساسية بالنسبة لمنتجي علب التخزين البلاستيكية للأغذية.
التنافس في السوق
مع ازدياد الطلب في السوق، يدخل عدد متزايد من العلامات التجارية إلى السوق الأفريقي. وسوف يصبح التنافس في سوق علب التخزين البلاستيكية للأغذية أكثر شدة. وللتميز في هذا التنافس، يجب على العلامات التجارية أن تبتكر، وتحسّن جودة منتجاتها، وتقدّم حلولًا أكثر تنافسية لجذب المستهلكين.
في الختام، سيشهد السوق الأفريقي الناشئ ارتفاعًا كبيرًا في مبيعات علب البلاستيك لحفظ الأطعمة بحلول عام 2025، مع نموٍ مقدر بنسبة 70٪. وستصبح علب البلاستيك لحفظ الأطعمة المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) البسيطة المنتج الأكثر مبيعًا في السوق، لتلبية احتياجات المستهلكين من حيث حفظ الطعام، والسلامة، والاستدامة، والعملية. ومع النمو السريع للاقتصاد الأفريقي وصعود الطبقة الوسطى، ستواصل علب التخزين البلاستيكية المصنوعة من مادة PET التوسع وتصبح أحد المنتجات الرئيسية في السوق المحلي. ومع ذلك، سيتعين على الشركات مواجهة تحديات مثل إدارة الأسعار ونظم إعادة التدوير في تطوير هذا السوق، وفقط من خلال الابتكار والتقدم التكنولوجي يمكنها جذب المزيد من المستهلكين.
بجمع الأبحاث MarketsandMarkets , ماكينزي آند كو وغيرها من الوكالات الموثوقة، يستعرض هذا المقال إمكانات السوق الأفريقية والآفاق المستقبلية للحاويات البلاستيكية لحفظ الأطعمة. ومع استمرار تطور السوق الأفريقي وتغير احتياجات المستهلكين، فإن الحاويات البلاستيكية لحفظ الأطعمة المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) ستفتح مجالاً سوقياً أوسع في السنوات القادمة.